کد مطلب:90708 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:131
وَ حَذَّرَهَا، وَ أَدَّبَهَا، وَ لَمْ یَتْرُكْهَا سُدی، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لاَ تَقْفُ مَا لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً[3]. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: إِذْ تَلْقَوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ تَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَیْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ تَحْسَبُونَهُ هَیِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظیمٌ[4]. ثُمَّ اسْتَعْبَدَهَا بِطَاعَتِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: یَا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[5]. فَهذِهِ فَریضَةٌ جَامَعَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَی الْجَوَارِحِ. وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ أَنَّ الْمَسَاجِدَ للَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً[6]. یَعْنی بِالْمَسَاجِدِ: الْوَجْهَ وَ الْیَدیْنِ وَ الرُّكْبَتَیْنِ وَ الإِبْهَامَیْنِ. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ مَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لاَ أَبْصَارُكُمْ وَ لاَ جُلُودُكُمْ[7]. [صفحه 694] یَعْنی بِالْجُلُودِ الْفُرُوجَ. ثُمَّ خَصَّ كُلَّ جَارِحَةٍ مِنْ جَوَارِحِكَ بِفَرْضٍ، وَ نَصَّ عَلَیْهَا. فَفَرَضَ عَلَی السَّمْعِ أَنْ لاَ تُصْغِیَ بِهِ إِلَی الْمَعَاصی فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِی الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آیَاتِ اللَّهِ یُكْفَرُ بِهَا وَ یُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فی حَدیثٍ غَیْرِهِ إِنَّكُمْ إِذَاً مِثْلُهُمْ[8]. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ إِذَا رَأَیْتَ الَّذینَ یَخُوضُونَ فی آیَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فی حَدیثٍ غِیْرِهِ[9]. ثُمَّ اسْتَثْنی عَزَّ وَ جَلَّ مَوْضِعَ النِّسْیَانِ فَقَالَ: وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّكَ الشَّیْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمینَ[10]. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذینَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ[11]. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ إِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً[12]. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ الَّذینَ إِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ[13]. فَهذَا مَا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی السَّمْعِ، وَ هُوَ عَمَلُهُ. وَ فَرَضَ عَلَی الْبَصَرِ أَنْ لاَ یَنْظُرَ إِلی مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: قُلْ لِلْمُؤْمِنینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَ یَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ[14]. فَحَرَّمَ أَنْ یَنْظُرَ أَحَدٌ إِلی فَرْجِ غَیْرِهِ. وَ فَرَضَ عَلَی اللِّسَانِ الاِقْرَارَ وَ التَّعْبیرَ عَنِ الْقَلْبِ بِمَا عَقَدَ عَلَیْهِ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ مَا أُنْزِلَ إِلَیْنَا.[15] [صفحه 695] وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنَاً[16]. وَ فَرَضَ عَلَی الْقَلْبِ، وَ هُوَ أَمیرُ الْجَوَارِحِ، الَّذی بِهِ تَعْقِلُ وَ تَفْهَمُ، وَ تَصْدُرُ عَنْ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنُّ بِالإیمَانِ[17]. وَ قَالَ تَعَالی حینَ أَخْبَرَ عَنْ قَوْمٍ أَعْطَوُا الإیمَانَ بِأَفْوَاهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ: اَلَّذینَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ[18]. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[19]. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنْ تُبْدُوا مَا فی أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ یُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشَاءُ وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشَاءُ[20]. وَ فَرَضَ عَلَی الْیَدَیْنِ أَنْ لاَ تَمُدَّهُمَا إِلی مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْكَ، وَ أَنْ تَسْتَعْمِلَهُمَا بِطَاعَتِهِ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: یَا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَیْدَیَكُمْ إِلَی الْمَرَافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤوسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَی الْكَعْبَیْنِ[21]. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: فَإِذَا لَقیتُمُ الَّذینَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ[22]. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ[23]. وَ فَرَضَ عَلَی الرِّجْلَیْنِ أَنْ تَنْقُلَهُمَا فی طَاعَتِهِ، وَ أَنْ لاَ تَمْشِیَ بِهِمَا مِشْیَةَ عَاصٍ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لاَ تَمْشِ فِی الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَیِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً[24]. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْوَاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنَا أَیْدیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا یَكْسِبُونَ[25]. [صفحه 696] فَأَخْبَرَ عَنْهَا أَنَّهَا تَشْهَدُ عَلی صَاحِبِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ. فَهذَا مَا فَرَضَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالی عَلی جَوَارِحِكَ. فَاتَّقِ اللَّهَ، یَا بُنَیَّ، وَ اسْتَعْمِلْهَا بِطَاعَتِهِ وَ رِضْوَانِهِ، وَ[26] احْذَرْ[27] أَنْ یَرَاكَ اللَّهُ تَعَالی ذِكْرُهُ[28] عِنْدَ مَعْصِیَتِهِ فَیَمْقُتُكَ[29]، وَ یَفْقِدَكَ فَلاَ یَجِدُكَ[30] عِنْدَ طَاعَتِهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرینَ. یَا بُنَیَّ[31]، إِذَا قَویتَ فَاقْوَ عَلی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[32]، وَ إِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ. وَ عَلَیْكَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَ الْعَمَلِ بِمَا فیهِ، وَ لُزُومِ فَرَائِضِهِ وَ شَرَائِعِهِ، وَ حَلاَلِهِ وَ حَرَامِهِ، وَ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ، وَ التَّهَجُّدِ بِهِ، وَ تِلاَوَتِهِ فی لَیْلِكَ وَ نَهَارِكَ، فَإِنَّهُ عَهْدٌ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالی إِلی خَلْقِهِ، وَ وَاجِبٌ عَلی كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ یَنْظُرَ كُلَّ یَوْمٍ فی عَهْدِهِ وَ لَوْ خَمْسینَ آیَةً. وَ اعْلَمْ أَنَّ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ عَلی عَدَدِ آیَاتِ الْقُرْآنِ، فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُقَالُ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَ ارْقَ، فَلاَ یَكُونُ فِی الْجَنَّةِ بَعْدَ النَّبِیّینَ وَ الصِّدّیقینَ أَرْفَعَ مِنْهُ دَرَجَةً[33]. یَا بُنَیَّ إِنّی أَخَافُ عَلَیْكَ مِنَ الْفَقْرِ، فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، فَإِنَّ الْفَقْرَ مَنْقَصَةٌ[34] لِلدّینِ، مَدْهَشَةٌ لِلْعَقْلِ، دَاعِیَةٌ لِلْمَقْتِ. لاَ یَعْدَمُ[35] الصَّبُورُ الظَّفَرَ وَ إِنْ طَالَ الزَّمَانُ. [صفحه 697] [ وَ ] الصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عَلی مَا تَكْرَهُ[36]، وَ صَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ. وَ أَحْسَنُ مِنْهُ الصَّبْرُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْكَ[37]. اَلْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ یَنْفَدُ. أَكْثَرُ مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ. لَیْسَ بَلَدٌ أَقْرَبَ إِلَیْكَ[38] مِنْ بَلَدٍ، خَیْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ. مَاءُ وَجْهِكَ جَامِدٌ[39] یُقْطِرُهُ السُّؤَالُ، فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُهُ. مَنْ شَكَی الْحَاجَةَ[40] إِلی مُؤْمِنٍ فَكَأَنَّمَا شَكَاهَا إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ[41]، وَ مَنْ شَكَاهَا إِلی كَافِرٍ[42] فَكَأَنَّمَا شَكَی اللَّهَ سُبْحَانَهُ[43]. اَلدُّنْیَا خُلِقَتْ لِغَیْرِهَا، وَ لَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا. إِنَّ للَّهِ سُبْحَانَهُ[44] مَلَكاً یُنَادی كُلَّ یَوْمٍ: یَا أَهْلَ الدُّنْیَا[45]، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَ اجْمَعُوا [صفحه 698] لِلْفَنَاءِ، وَ ابْنُوا لِلْخَرَابِ، وَ اجْمَعُوا لِلذَّهَابِ. إِنَّ[46] الدَّهْرَ یُخْلِقُ[47] الأَبْدَانَ، وَ یُجَدِّدُ الآمَالَ، وَ یُقَرِّبُ الْمَنِیَّةَ، وَ یُبَاعِدُ الأُمْنِیَةَ، مَنْ ظَفِرَ بِهِ نَصِبَ، وَ مَنْ فَاتَهُ تَعِبَ، كُلَّمَا اطْمَأَنَّ صَاحِبُهَا مِنْهَا إِلی سُرُورٍ، أَشْخَصَتْهُ إِلی مَحْذُورٍ[48]. إِزْهَدْ فِی الدُّنْیَا یُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِهَا، وَ لاَ تَغْفَلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُولٍ عَنْكَ. نَفَسُ الْمَرْءِ خُطَاهُ إِلی أَجَلِهِ. شَتَّانَ مَا بَیْنَ عَمَلَیْنِ: عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَ تَبْقی تَبِعَتُهُ، وَ عَمَلٍ تَذْهَبُ مَؤُونَتُهُ وَ تَبْقی مَثُوبَتُهُ[49]. أَفْضَلُ الأَعْمَالِ مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَیْهِ. اَلْحِلْمُ وَ الأَنَاةُ تَوْأَمَانِ یُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ. أَحْبِبْ حَبیبَكَ هَوْنَاً مَّا عَسی أَنْ یَكُونَ بَغیضَكَ یَوْماً مَّا، وَ أَبْغِضْ بَغیضَكَ هَوْناً مَّا عَسی أَنْ یَكُونَ حَبیبَكَ یَوْماً مَّا. اَ تَجْعَلَنَّ ذَرْبَ لِسَانِكَ عَلی مَنْ أَنْطَقَكَ، وَ لاَ بَلاَغَةَ قَوْلِكَ عَلی مَنْ سَدَّدَكَ. مَنْهُومَانِ لاَ یَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْمٍ. وَ طَالِبُ دُنْیَا[50]. فَمَنِ اقْتَصَرَ مِنَ الدُّنْیَا عَلی مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ سَلِمَ، وَ مَنْ تَنَاوَلَهَا مِنْ غَیْرِ حِلِّهَا هَلَكَ، إِلاَّ أَنْ یَتُوبَ [صفحه 699] وَ یُرَاجِعَ. وَ مَنْ أَخَذَ الْعِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ وَ عَمِلَ بِهِ نَجَا، وَ مَنْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْیَا هَلَكَ، وَ هُوَ حَظُّهُ. وَ الْعُلَمَاءُ عَالِمَانِ: عَالِمٌ عَمِلَ بِعِلْمِهِ فَهُوَ نَاجٍ. وَ عَالِمٌ تَارِكٌ لِعِلْمِهِ فَهُوَ هَالِكٌ. إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَیَتَأَذَّوْنَ مِنْ نَتْنِ ریحِ الْعَالِمِ التَّارِكِ لِعِلْمِهِ. وَ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ نَدَامَةً وَ حَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَاسْتَجَابَ لَهُ فَأَطَاعَ اللَّهَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ، وَ عَصَی اللَّهَ الدَّاعی فَأُدْخِلَ النَّارَ بِتَرْكِهِ عِلْمَهُ، وَ اتِّبَاعِهِ هَوَاهُ، وَ عِصْیَانِهِ اللَّهَ[51]. اَلْعِلْمُ عِلْمَان: مَطْبُوعٌ. وَ مَسْمُوعٌ. وَ لاَ یَنْفَعُ الْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ یَكُنِ الْمَطْبُوعُ. وَ مَنْ عَرَفَ الْحِكْمَةَ لَمْ یَصْبِرْ عَلَی الاِزْدِیَادِ مِنْهَا[52]. اَلنَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا. اَلْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَ لَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ[53]. لاَ تَرَی الْجَاهِلَ أَبَداً[54] إِلاَّ مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً، یُسی ءُ عَمْداً، وَ یُحْسِنُ غَلَطاً[55]. خُذِ الْحِكْمَةَ أَنَّی كَانَتْ وَ مِمَّنْ أَتَاكَ بِهَا، وَ انْظُرْ إِلی مَا قَالَ وَ لاَ تَنْظُرْ إِلی مَنْ قَالَ[56]، فَإِنَّ [صفحه 700] الْحِكْمَةَ تَكُونُ فی صَدْرِ الْمُنَافِقِ فَتَلَجْلَجُ[57] فی صَدْرِهِ حَتَّی تَخْرُجَ فَتَسْكُنَ إِلی صَوَاحِبِهَا[58] فی صَدْرِ الْمُؤْمِنِ. قَلیلٌ مَدُومٌ[59] عَلَیْهِ أَرْجی[60] مِنْ كَثیرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ. مَنْ أُعْطِیَ أَرْبَعَاً لَمْ یُحْرَمْ أَرْبَعَاً: مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ لَمْ یُحْرَمِ الاِجَابَةَ. وَ مَنْ أُعْطِیَ التَّوْبَةَ لَمْ یُحْرَمِ الْقَبُولَ. وَ مَنْ أُعْطِیَ الاِسْتِغْفَارَ لَمْ یُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ. وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ لَمْ یُحْرَمِ الزِّیَادَةَ. وَ تَصْدیقُ ذَلِكَ فی كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الدُّعَاءِ: أُدْعُونی أَسْتَجِبْ لَكُمْ[61] وَ قَالَ تَعَالی[62] فِی الاِسْتِغْفَارِ: وَ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ یَسْتَغْفِرِ اللَّهَ یَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحیماً[63]. وَ قَالَ تَعَالی[64] فِی الشُّكْرِ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزیدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابی لَشَدیدٌ[65]. وَ قَالَ تَعَالی[66] فِی التَّوْبَةِ: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَی اللَّهِ لِلَّذینَ یَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ یَتُوبُونَ مِنْ قَریبٍ فَأُولئِكَ یَتُوبُ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ كَانَ اللَّهُ عَلیماً حَكیماً[67]، وَ إِنّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ [صفحه 701] تَابَ[68]. اَلنَّاسُ فِی الدُّنْیَا عَامِلاَنِ: عَامِلٌ عَمِلَ فِی الدُّنْیَا لِلدُّنْیَا، قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْیَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ، یَخْشی عَلی مَنْ یَخْلُفُهُ[69] الْفَقْرَ، وَ یَأْمَنُهُ عَلی نَفْسِهِ، فَیُفْنی عُمُرَهُ فی مَنْفَعَةِ غَیْرِهِ. وَ عَامِلٌ[70] عَمِلَ فِی الدُّنْیَا لِمَا بَعْدَهَا، فَجَاءَهُ الَّذی لَهُ مِنَ الدُّنْیَا بِغَیْرِ عَمَلٍ، فَأَحْرَزَ الْحَظَّیْنِ مَعاً، وَ مَلَكَ الدَّارَیْنِ جَمیعاً، فَأَصْبَحَ وَجیهاً عِنْدَ اللَّهِ، لاَ یَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالی[71] حَاجَةً[72] فَیَمْنَعَهُ. لاَ یَتْرُكُ النَّاسُ شَیْئاً مِنْ دُنْیَاهُمْ لإِصْلاَحِ آخِرَتِهِمْ إِلاَّ عَوَّضَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ خَیْراً مِنْهُ[73]، وَ لاَ یَتْرُكُ النَّاسُ شَیْئاً مِنْ أَمْرِ دینِهِمْ لاسْتِصْلاَحِ دُنْیَاهُمْ إِلاَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْهُ. مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَیْهِ أَنْ یَبْدَأَ بِتَعْلیمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلیمِ غَیْرِهِ. وَ لْیَكُنْ تَأْدیبُهُ بِسیرَتِهِ قَبْلَ تَأْدیبِهِ بِلِسَانِهِ. وَ مُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَ مُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالاِجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ و مُؤِدِّبِهِمْ. عَجِبْتُ لِالشَّقِیِّ[74] الْبَخیلِ، یَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ الَّذی مِنْهُ هَرَبَ، وَ یَفُوتُهُ الْغِنَی الَّذی إِیَّاهُ طَلَبَ، فَیَعیشُ فِی الدُّنْیَا عَیْشَ الْفُقَرَاءِ، وَ یُحَاسَبُ فِی الآخِرَةِ حِسَابَ الأَغْنِیَاءِ. وَ عَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الْفَخُورِ[75] الَّذی كَانَ بِالأَمْسِ نُطْفَةً، وَ یَكُونُ غَداً جیفَةً. وَ عَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِی اللَّهِ وَ هُوَ یَری عَجَائِبَ[76] خَلْقِ اللَّهِ. [صفحه 702] وَ عَجِبْتُ لِمَنْ نَسِیَ الْمَوْتَ وَ هُوَ یَری مَنْ یَمُوتُ[77]. وَ عَجِبْتُ لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الأُخْری وَ هُوَ یَرَی النَّشْأَةَ الأُولی. وَ عَجِبْتُ لِعَامِرِ دَارِ الْفَنَاءِ، وَ تَارِكِ دَارِ الْبَقَاءِ. وَ عَجِبْتُ لِمَنْ یَری أَنَّهُ یَنْقُصُ كُلَّ یَوْمٍ فی نَفْسِهِ وَ عُمْرِهِ وَ هُوَ لاَ یَتَأَهَّبُ لِلْمَوْتِ. وَ عَجِبْتُ لِمَنْ یَحْتَمی مِنَ الطَّعَامِ لأَذِیَّتِهِ كَیْفَ لاَ یَحْتَمی مِنَ الذَّنْبِ لِعُقُوبَتِهِ[78]. [ وَ ] عَجِبْتُ لِمَنْ یَقْنَطُ وَ مَعَهُ كَلِمَةُ النَّجَاةِ وَ هُوَ[79] الاِسْتِغْفَارُ. وَ عَجِبْتُ لِمَنْ عَلِمَ شِدَّةَ انْتِقَامِ اللَّهِ وَ هُوَ مُقیمٌ عَلَی الاِصْرَارِ[80]. اَلرُّكُونُ إِلَی الدُّنْیَا مَعَ مَا تُعَایِنُ مِنْ سُوءِ تَقَلُّبِ[81] هَا جَهْلٌ. وَ التَّقْصیرُ فی حُسْنِ الْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَیْهِ غَبْنٌ. وَ الطُّمَأْنینَةُ إِلی كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الاِخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ[82]. إِذَا اسْتَوْلَی الصَّلاَحُ عَلَی الزَّمَانِ وَ أَهْلِهِ، ثُمَّ أَسَاءَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ حَوْبَةٌ[83]، فَقَدْ ظَلَمَ، وَ اعْتَدی[84]. وَ اِذَا اسْتَوْلَی الْفَسَادُ عَلَی الزَّمَانِ وَ أَهْلِهِ، فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ فَقَدْ غَرَّرَ[85]. إِذَا لَمْ یَكُنْ مَا تُریدُ فَلاَ تُبَلْ[86] كَیْفَ كُنْتَ. یَا بُنَیَّ، أُوصیكَ بَتَوْقیرِ أَخَوَیْكَ لِعَظیمِ حَقِّهِمَا عَلَیْكَ، فَلاَ تُوثِقْ أَمْراً دُونَهُمَا. [صفحه 703] أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یُلْهِمَكَ الشُّكْرَوَ الرُّشْدَ، وَ یُقَوّیكَ عَلَی الْعَمَلِ بِكُلِّ خَیْرٍ، وَ یَصْرِفَ عَنْكَ كُلَّ مَحْذُورٍ بِرَحْمَتِهِ. وَ السَّلاَمُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ[87].
یَا بُنَیَّ[1]، لاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ، بَلْ لاَ تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی[2] قَدْ فَرَضَ عَلی جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ یَحْتَجُّ بِهَا عَلَیْكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ، وَ یَسْأَلُكَ عَنْهَا، وَ ذَكَّرَهَا، وَ وَعَظَهَا،
صفحه 694، 695، 696، 697، 698، 699، 700، 701، 702، 703.
و تحف العقول ص 155. فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 75.